إنفجار مرفأ بيروت
تحالف متحدون:
في ذكرى ٤ آب "ضوّي شمعة خير من أن تلعن الظلام"
لبنان لن ينسى جريمة المرفأ إلا بتحقيق العدالة
٤ سنين منذ ٤ آب! ٤ سنين اكتملت على جريمة العصر! ٤ سنين على نحر بيروت، على زرع هذا الخنجر في قلب لبنان النابض، على تفجير اقتصاده وسكانه وعائلاته. الحرب على لبنان، بدأت في ٤ آب ٢٠٢٠، وبدأت من الداخل، والعدو أمامنا ووراءنا، والبحر يحمرّ بالدماء التي سفكتها الخيانة العظمى، والفساد، والسرقة، والأنانية، والمنظومات، وقضاء الظلم. إلى متى؟؟
أين المحاسبة؟ المسؤولون، لا بل المرتكبون، يسرحون ويمرحون ويسخرون، وهذه الوقاحة العظمى هي كل يوم طعنة خنجر جديدة في قلوب الضحايا، الجرحى والأرامل والأيتام، كل يوم إهانة مستمرة لنفوس الشهداء. هل "منمرّقها ومنطنّش"، ونترك الأسباب ذاتها تسبب النتائج ذاتها من جديد؟ كل واحد منا، من أهلنا، من أولادنا، كان يمكن أن يكون هنا ويُقتَل... ولا نزال. ويل لأمة تستهتر بحياة أبنائها!
أين العدالة؟ "شو عملتو ببلادي"؟ صنعتم من لبنان دولة خارجة عن القانون، صنعتم منّا مضرب مثل عالمي للنصب والوقاحة والاحتيال والإجرام! كما يقول الإعلام العالمي رسمياً: في لبنان، المافيا تحكم!
أيمتى يعود الإحساس، أو هل صار الجميع بلا إحساس؟ أيمتى سترفعون أيديكم الملطخة بدماء الأطفال والأبرياء عن القضاء؟ أيمتى سنرى دمعة ندم واحدة في العيون؟ أيمتى ستتحول كلمات النفاق على المنابر لأي عمل فعلي؟ سمعنا أقوالهم، لم نرَ أفعالهم.
نحن في حالة حرب، وهم يصنعون لاجئين ومشرّدين جدد، وما زالوا يسرقون الفقراء عبر الخوّات، بينما يعيشون في قصور، يشربون الشمبانيا، يأكلون الكافيار، يدخّنون السيكار، يلبسون الحرير، يركبون أفخم السيارات والطائرات واليخوت!
أين الإنسانية؟ أين ضمير العالم؟ أين وعودك الوجدانية الرنانة يا ماكرون، يا زعماء العالم، يا تجار الوعود وسماسرة الأمل؟ أين سَجن الإرهابيين الذين فجّروا بيروت، وأهدوها مكان الوردة سكينة؟ أين شعارات مصارف سويسرا الشرق الأوسط، عندما احتاج الجرحى للمعالجة، عندما احتاج المعطوبون للعيش، عندما احتاج الأموات للدفن، عندما احتاجت النفوس للرحمة؟
منذ اليوم الأول، لجأنا بتمدّن إلى القضاء، رمز أي حضارة، وقدمنا الشكاوى أمام جميع المراجع، لكن أين النتيجة؟ ٤ سنين. لا حراك لتحقيق العدالة. أين الأمل؟ أين الأحزاب؟ أين الله في القلوب؟ أين ممثلي الشعب المنتخَبين، لا بل المزعومين؟ أو هل هم ممثلو أفلام؟ "وين بعد في رجال"؟
هل هناك أي عدالة في هذه الدنيا؟ ربما. لن نترككم تفلتون من العقاب أيها القتلة ومن يحميكم. لن تهربوا أبدا من نظرات التأنيب، وأصابع الاتهام، ومطالبات التوقيف والسجن أينما ذهبتم أو اختبأتم. صوت الحق نور لا ينطفئ، وكلما ازداد الظلام كلما ظهر النور أوضح.
"ضوّي شمعة خير من أن تلعن الظلام"...
الأكثر قراءة