آخر الأخبار
تحالف متحدون:
عاجل: بكلمات تعجز عن وصف طبيعة المؤامرة ضد المودعين وسائر اللبنانيين ووسط غليان الحرب ومحاولة التبليغ ظهر اليوم الأحد ٦ تشرين الأول، القاضي حلاوي يقرّر ردّ دعوى المودعين الأساسية ضد رياض سلامة ورفاقه في ملف شركتي فوري وأوبتيموم!
تلقّى محامو تحالف متحدون ظهر اليوم الأحد ٦ تشرين الأول ٢٠٢٤ اتصالاً من مخفر "طريق الشام" لإخطارهم عن ضرورة تبلّغهم قراراً صدر حديثاً عن قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة بلال حلاوي (المتداول استهدافه بغارة إسرائيلية البارحة؟!)، قضى بقبول دفوع المدّعى عليهم الحاكم الأسبق لمصرف لبنان رياض سلامة ورفاقه في ملف اختلاس وتبييض أموال المودعين بواسطة شركتي "فوري" و"أوبتيموم" وبردّ الدعوى المقدّمة أصولاً بالوثائق والمستندات الثابتة من المحامي رامي علّيق ورفاقه المودعين بهذا الصدد بتاريخ ٢ آذار ٢٠٢٣.
لم يكن تحالف متحدون بوارد إصدار أي بيان بخصوص هذا القرار "الجائر المخزي" في خضم حالة مهولة من الموت والدمار العارم على طريق اغتيال وطن وشعبه بالكامل، لكن ما يحصل قد فاق كل التوقعات بوجود حس أو ضمير إنساني ولو بالحد الأدنى لدى من يتحكّم بمصير البلد وأهله.
ما يحصل يظهر حالة خطيرة من "تصلّب" الضمير لدى البعض بشكل ينزع عنهم صفة "البشر"، تذكّرنا بطبيعة النازيين تحديداً. وهذا أبعد من مجرّد "مسرحية قضاء فاسد نحر العدالة بإزهاق حقوق المودعين وسائر اللبنانيين ودمّر بلدهم وأذلّ أسَرهم وهدم بيوتهم، وكل هذا، باسم الشعب اللبناني"!
ما يحصل ليس ببعيد عمّا نسمع ونرى: عشرات البلاغات والملاحقات وقرارات منع السفر ومذكرات التوقيف والجلب الباطلة بحق مؤسس تحالف متحدون ضد الفساد المحامي رامي علّيق، إثر تولّي مجلس نقابة المحامين في بيروت بتواطؤ النقيبين ملحم خلف وناضر كسبار لتسهيل المهمة ظلماً وتنكّراً لكشف ومكافحة الفساد أصولاً، آخرها ما صدر عن "النيابة العامة العسكرية" أو "المحكمة العسكرية" بحقه منذ أيام معدودة؛ وهو ليس ببعيد عمّا تعرّضت له الإعلامية مريم مجدولين اللحام بالأمس – ولا نتحدّث في السياسة هنا أبداً – لمجرّد تعبير عن الرأي، والأمثلة كثيرة، استنفر جوقة "دولة الفساد العميقة" وقضاتها أنفسهم بالاسم والمهام الموكلة إليهم، بكل أسف.
ما يحصل هو "الإرهاب" بعينه. هو ما جعل من لبنان دولة وملاذاً وسلطة للإرهاب، فتكت بكل مقدّرات البلاد وشعبه الذي جعلت منه شعباً مرهّباً مقموعاً مقهوراً مغلوباً على أمره حد الموت. وما إرهاب العدو الإسرائيلي على فظاعته سوى نقطة في بحر "إرهاب الدولة" هذا، الذي يعرّي صاحبه من أي حس بالإنسانية!
ليس بريء أن يتحوّل لبنان إلى "مستودع أسلحة" لحرب لا ناقة له بها ولا جمل – مقاومة الاحتلال الحقّة براء من كل هذا ونحن أول المقاومين – بعد أن أطاح إرهاب القوة والجور والسلاح المقيت بأدنى مقومات أي وطن وشعب، لتأتي هذه الحرب "المدبّرة" في قسم كبير منها – بكلام حق يراد به باطل – في سياق تبرئة كبار الفاسدين المجرمين من نهب ثروات ومقدّرات الشعب اللبناني وأجياله واغتصاب جنى عمر المودعين، بعد جهود إخضاع الجميع إرهاباً.
ليس من قبيل الصدفة أن يتداخل "توقيف" سلامة مع تصعيد الحرب الدائرة ومن قبل قاضٍ أصبح "مستهدفاً" من العدو، ولا أن تتكثّف محاولات تذويب وشطب الودائع، ولا أن تُمرّر موازنة جد مجحفة، ولا أن يُسترضى المودع كمتسوّل من فتات ماله من قبل المركزي... ما يجري عادة هو عكس هذا عند أي حرب في أي بلد في العالم. أوليس كل ما يحصل من ضمن مندرجات الاتفاق بين القابض على الحكم والسلطة، "حزب الله"، وبين كل "آلهة" الفساد المالي والمصرفي في البلد؟ بلى وألف بلى. سقوط وألف سقوط. عمالة وألف عمالة. خيانة وألف خيانة. خيبتنا والحال هذه لا يسعها أي حزن؛ "مقاومة" استبدل القيّمون عليها الذي هو خير بالذي هو أدنى فأفسدوا "أيقونة" وأفسدوا "وطناً".
أتانا منذ فترة لبناني قديم ضليع ذو هامة وطنية كبرى وقال، "ستكون الحرب وسيكون أحد أسبابها، عدا الصراع في المنطقة، القيام بخطوة ضرورية لإنفاذ تعهّد سلطة الفساد بزعامة بحزب الله لأركانها بتبرأتهم، بعد الحرج أمام مطالبات المودعين واللبنانيين المحقّة المستمرة"!
من لم يرَ الصلة فهو أعمى. ومن لم يرَ إلا أشياء أخرى فهو واهم. ومن لم يرَ شيئاً من هذا فهو ضال.
يبقى طريق واحد للخلاص؛ ليس في الصراخ والعويل ولا في الخضوع، حتماً. أن نقف وقفة شعب واحد – متحدين وأولنا خيار "الشيعة" – ونقول "لا"؛ أو نُدفن مع الوطن.
الأكثر قراءة