فساد النظام القضائي
باسكال الراسي: بطل من بلادي
"شو عملتو ببلادي".
عبارة حرّكت ضمير كل لبناني حر الأسبوع الماضي، في بلد كان على أبواب "عيد الأضحى" ولسان حال بنيه: بأي حال عدت يا عيد!
هي كلمات نبض بها عفواً قلب الطبيب باسكال الراسي ولسانه، الموجوع على جنى عمره الضائع بين مافيات المصارف وميليشيات الدولة، قبل اعتقاله بدقائق بتهمة التشهير بمن ساهم بحماية سارقي أمواله وأحلامه.
باسكال مودع لبناني فرنسي وجد نفسه وحيداً أمام الظالم. حاله حال كل مواطن صالح لجأ إلى القضاء مراتٍ ومرات ومرات، دون جدوى، فكان "حاميها حراميها" ولم يجد الحل إلاّ بنضال مشروع ساندته فيه زوجته فاليري فوييه، الفرنسية التي أحبّت لبنان. توجّه باسكال إلى المصرف مطالباً بحقّه فتعرّض للزجر والضرب وشتى أنواع الاعتداء. لم يكفهم ذلك فوضع صاحب المصرف وأعوانه "ميليشيات الدولة" الحامية للفساد بينه وبين باسكال، لتجبره على ترك منزله مكرهاً وفوق ذلك لتسجنه ظلماً وتعسفاً، فلم يزده ذلك إلاّ إصراراً على المضي قدماً والتشبث بحقه.
استغاث باسكال بتحالف "متحدون" لمساندته فكان له كل العون ممّن أخذ على عاتقه الدفاع عن حقوق المودعين وأموالهم بكل وسيلة ممكنة. مرة أخرى عمدت الميليشيات المتخفية بزي الدولة إلى استهداف مؤسس التحالف رامي عليق لاستشراسه في حمل قضية المودعين والدفاع عنها، عبر محاولة تضييق الخناق عليه وحجز حرّيته تعسفاً وحجز جواز سفره ومنعه من السفر وفبركة كمّ من الادعاءات والملاحقات الباطلة بحقّه، بدون وجه حق.
وكأنما أصبح الدفاع عن المظلوم جريمة يعاقب عليها القانون اللبناني في "وطن الإنسان"! لم يكتفِ باسكال، بعكس كل الآخرين، بالتفرّج، فجاهر بقول الحق وتبيان الحقيقة، فكان خير المجاهدين: من قال كلمة حق بوجه سلطان جائر. خير مقاوم، خير مناضل، أيقونة قضية المودعين، كما وصفه رفاقه المودعون حسن وجورجيت وفيرا وآخرين.
وكأنما أصبح التعبير عن دعم من بذل كل شيء، نعم كل شيء، في سبيل تحرير ودائع الناس جريمة يعاقب عليها القانون أيضاً. باسكال عبّر عن رأيه بلصق منشورات رافضة للسياسات والأفعال "الحقيرة" التي يقوم بها بعض القضاء. وبعد أيام ستة من إضراب عن الطعام والشراب والدواء انتصر باسكال وهزم شياطين الدولة، ولو بكفالة ١٠٠ مليون ليرة حمل من حمّلها المودع المظلوم العاجز وزر إثمها وخطيئتها.
طريق تحرير الودائع يُعبّده باسكال بنضال حرّ محقّ، منتظراً أن يتبعه آخرون من رفاقه المودعين، وكل لبناني ما زال للحق والحقيقة والحرية لديه طعم حلو، وللهوان والمذلة طعم مرّ لا تستوي معه أي حياة. باسكال وفاليري متّحدان مع نفسيهما وضميريهما قبل أي شيء آخر؛ مستمرّان ورفاقهما بلا هوادة حتى انتزاع الحقوق ولو من بين أنياب حماة الفساد من طغاة ومستكبرين.
وكما هي الحال في كل قصص الأبطال ستكون نهاية قصة باسكال وفاليري نهايةً سعيدة، والغد لناظره لقريب.
ــ أمال جمّول، تحالف متحدون
الأكثر قراءة