17 تشرين
مع أن المديرة السابقة للوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان لم تكن تقف على الجهة المؤيدة لثورة العصيان عندما تعلق الأمر بموقعها في الوكالة، فهي وإن تمنّعت عن نشر البيانات الأولى التحضيرية الصادرة عن تحرك "لأجل لبنان فقط"، فقد حاولت قدر الإمكان (في ظل أساليب الترغيب والترهيب من قبل سلطة المحاصصة التي تتحكم بأداء أجهزة الدولة) التصرف بموضوعية بشأن نشر البيانات الصحفية التي كانت تردها من مختلف الفرقاء، بما لم يدفع بالتحرك (أو جهات أخرى لبنانية حرة) إلى إعلان موقف سلبي من الوكالة.
لكن الذي يحصل حالياً في الوكالة بعد إقالة سليمان وإجراء تبديلات تخطّت في الواقع هذا المنصب جعل من الوكالة (التي من المفترض بها أن تكون أمينة على رسالة الإعلام أي الحقيقة سيّما وأن هدفها هو الصالح العام ومن أموال اللبنانيين) أقرب الى أداة تابعة لأجهزة الدولة البوليسية التي ما زال جل همها إطفاء شعلة الثورة وتخييب آمال معظم اللبنانيين. فتارة يُطلب إلى التحرك إعادة إرسال بياناته الصحفية بطرق بديلة، أو الاتصال المتتالي بهواتف الوكالة، ثم يأتي بعدها الاحتجاج بأعذار شتى، وكل ذلك مما يؤدي في نهاية المطاف إلى حجب النشر وإلى خروج أحد ما في الوكالة عن صمته: "وكأنهم لا يريدون حلولاً أو للثورة أن تنجح"!
أمام هذا الواقع المتمادي والمؤسف، يسأل "لأجل لبنان فقط" وكل أحرار الشعب اللبناني: هل بتنا أمام "الوكالة الحزبية للإعلام"، مؤسسة عامة أخرى تحكمها الضمائر الميتة؟
سؤال برسم القيّمين على هذه الوكالة وعلى المؤسسات الإعلامية الأخرى ممن يقتلون الثورة بدم بارد في اتباعهم النهج نفسه في التعتيم على الثوار الحقيقيين!
الأكثر قراءة